ندوة الاعلام والفنون في الاردن

أخبار الجامعة الأردنية( أ ج أ ) فادية العتيبي- ناقش إعلاميون متخصصون في الشأن الثقافي والفني أثر الإعلام الحقيقي في نشر الثقافة الفنية في المجتمع الأردني ودوره في تشكيل الرأي العام بأهمية الفن.
 
وتطرقوا في الندوة التي عقدتها كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية  حول"الإعلام والفنون في الأردن" برعاية عميدها الدكتور كرام النمري، إلى المسؤولية  التي تقع على كاهل الاعلامي في نشر الوعي الفني، ومدى تقبل أفراد المجتمع الأردني للفن والاهتمام به ودراسته وممارسته، فضلا عن ما هو مطلوب من دارس الفن وممارسه لمساعدة الإعلامي لتحقيق الغاية في جعل الفن جزء أساسي في تشكيل حياتنا.
 
وتناول الإعلامي والناقد المسرحي في صحيفة الرأي الأردنية جمال عياد في مداخلته الإشكالية القائمة بين الدراسة الأكاديمية للفن والحراك الفني والإعلامي المعاش، مشيرا إلى أن العولمة وتداعياتها، وعدم استعداد دول العالم الثالث لها زاد من اتساع تلك الإشكالية وأحدثت فوضى حقيقية.
 
وأضاف عياد إن الإعلام الفني المحلي يعاني من ارباك واضح بفعل إدارات المؤسسات الإعلامية بسبب وجود خلل بنيوي فيها، فضلا عن الممارسات التي تقوم بها من تدخلات في النص، واستبعاد الصفحات الفنية واستبدالها بالمادة الإعلانية.
 
وبين عياد دور الصحافة الفنية في إيصال فكرة العمل وتبسيطها لتكون أكثر وضوحا للمتلقي، والحرية التي يمتلكها الصحفي في كتابة الخبر والتوسع فيه، مشيرا إلى ضرورة إلمامه مسبقا بأساسيات العمل الفني وعناصره مثل علم الجمال وهندسة الديكور واللغات الأخرى، والتقنيات المستخدمة فيه، حتى يكون قادرا على حصر الرؤية الإخراجية و تأسيس نص فني مكتمل العناصر.
 
من جانبها أكدت الإعلامية في صحيفة الرأي الأردنية والمتخصصة في الشأن الموسيقي سارة القضاة على دور الإعلام الفني في توجيه الرأي العام بأهمية الموسيقى والتشجيع على تعلمها وممارستها وتحفيز المواهب، لما يقدمه من معاني جديدة تضفي صبغة مؤثرة للعمل الفني والإبداعي.
 
وأضافت القضاة إلى أن دور الإعلام يظل قاصرا بدون دارسي الموسيقى ، مشيرة إلى أن الفنان هو الأقدر على الوصول للإعلامي لدعم تجربته الفنية وموهبته، ليبادله الأخير في إبرازها  وتألقها دون المغالاة فيها.
 
وأشارت القضاة إلى حاجة المجتمع لإعلامي متخصص يستند في علمه إلى دراسة وتدريب ووعي، قادر على النقد واطلاعه على كل ما هو جيد وما هو دون ذلك.
 
بدوره قال مدير تحرير الدائرة الثقافية والفنية في صحيفة الرأي رسمي الجراح إن الفن والإعلام وجهان لعملة واحدة، مشيرا إلى أن الفن كان دائما مادة دسمة للإعلام فيما كان الإعلام مادة رافعة للفن والسمو به.
 
وأضاف الجراح في مداخلته إلى أن الصحافة الثقافية حديثة العهد حيث بدأ الاهتمام بها في منتصف الثمانينات، مشيرا إلى أن الحكومات المتعاقبة كانت تتطلع إلى الثقافة على أنها فعل هامشي وتشكل عبء مادي.
 
وأشار الجراح إلى المهارات و المؤهلات التي ينبغي لدارس الفن اكتسابها ليعمل في مجال الإعلام الفني، ويكون فاعلاً في الوسط الإعلامي من خلال المواظبة على المطالعة ومواكبة التكنولوجيا والحداثة، منوها في الوقت ذاته إلى تجربته الخاصة في هذا المجال.
 
وكان عميد كلية الفنون والتصميم الدكتور كرام النمري قد عبر عن أمله  في أن تكون الندوة التي نظمتها الكلية وهي تحتفل في عيدها العاشر المتزامن مع عيد الجامعة الأردنية الخمسين، بمثابة إضافة نوعية لوعي طلبة الكلية حول دور الفن في الإعلام الذي لا يخلو من الرعاية ليحمل سياسة السلطة الحاكمة.
 
 وأشار في كلمته التي ألقاها في بداية الندوة التي حضرها عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية وجمع من الطلبة، إلى الدور الذي تضطلع به كلية الفنون في إعداد جيل من الطلبة الفنانين مسلحين بالمعرفة والفكر والتقنية، يحملون جذور الأجداد في التواصل بين الماضي العريق والمستقبل في تقنياته العلمية والتكنولوجية.
 
إلى ذلك قال منظما الندوة من كلية الفنون الدكتور فادي سكيكر والأستاذ فؤاد خصاونة إن الهدف من عقد مثل هذا النوع من الندوات هو توعية طلبة كلية الفنون بأهمية الإعلام الفني من خلال استعراض تجارب عدد من النقاد والإعلاميين المتخصصين في هذا الشأن، واطلاعهم على أبرز الإشكاليات التي يتعرضون لها خلال عملهم الإعلامي الفني،  بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر بين الطلبة والمتحدثين، لاكتساب الخبرات العملية والفنية من جهة ودرء الفجوة القائمة ما بين الإعلامي والفنان من جهة أخرى.